الاثنين، 14 مايو 2007

مسيرة آلية انتخاب واسقاط الحاكم في العالم العربي 4 نوفمر 2005


بقلم: أبو سراج الليبي

ان المترقب لمسيرة آلية انتخاب واسقاط الحاكم في العالم العربي يتوجس خيفة من موقف المواطن العربي ورؤيته القاصرة في اختيار الحاكم الامثل ليسوسه .
وقد يشوب اختيار الحاكم اشياء كثيرة منها:1. المرجعية: فمرجعية المواطن العربي في اختيار الحاكم غير واضحة. فالاستنتاج الموجود الان ينبأ عن ان المواطن العربي ليس واعي بآلية انتخاب الحاكم. وانما تدفعه دوافع واعذارا اخرى ليست من اسس انتخاب واسقاط الحاكم في شئ.2. التخوف من التغيير: ان الخوف من التغيير لدى المواطن العربي واضحة وجلية. تظهر في اختياره نفس الشخص الذي يحكم رغم فشله الذريع على طوال سنوات حكمه التي تكللت بالتأخر عن عجلة العالم الحر وعن التطور الذي يحدث في العالم.وعن اعطاء المواطن العربي حقوقه المدنية المتعارف عليه في العالم اليوم. وانه يعيد انتخاب من له القدرة على ايقاف عجلة السرعة الى الامام. 3. الحسد : والمدقق في موقف المواطن العربي يجد ان احد الصفات التي تبقى جزءا من اختيار الحاكم هي الحسد والحقد على كل من سياتي كحاكم عن طريق آلية انتخاب واسقاط الحاكم. ووصفه بالمتسلق والحريص على الحكم بدون دفع ثمن باهظ مثل الاشتراك في انقلاب عسكري او اشتراكه في عمل بطولي. ولهذا جبل الشعب العربي على تقديس من له بطولة حتى لو لم يكن له القدرة على الحكم. والمشكلة الكبيرة هي ان الشعب ينظر لكل من هو جديد نظرة عدم التجربة وهل هو احسن مني؟ وهل اذا انتخبت احدا جديدا سوف يكون احسن من الموجود؟ والاجابة التي تدور في خلد المواطن العربي لا... طبعا. وانه يميل الى الرضا بما هو موجود وارتح من تغيير الحاكم. وان الحاكم الجديد سوف يشتهر وسوف يكون له صولجانا ويعتبر المواطن العربي ان هذا الصولجان جاء بدون مبررا اذا كان عن طريق الانتخابات. وفي عموم القول ان المواطن العربي فكر مخلوط بين حب وتقديس الزعماء وتخليدهم وهم هلى قيد الحياة وبين تخوين واساءة الظن بمن هو جديد ولو كان اقدر واجدر واحسن في ادارة الحكم للبلاد.4. قصور في الرؤية بان يتغير الحاكم: وكما ان المواطن العربي ينظر نظرة قصرية للاشياء فانه يري التغيير ليس هو الخيار وانما التشبت بمن هو موجود حتى اذا مات واندثر يمكن ان ينساه المواطن. ولكن يبقى الرئيس المندثر هو نقطة مرجعية ودائما سيقارن بالسلبيات التي تحدث في عهد الرئيس الجديد. ودائما يتذكره الناس بالاهات ولو انه كان موجودا ما كان ليحدث كذا وكذا........ .5. الشعور بالتبعية للحاكم الموجود:ان هذا هو الشعور الذي لا يمكن معه تغيير الحاكم. وان العرب اذا لا يألهون الحاكم فانهم يضعونه موضع الاب الذي يقتل ويضرب ويشخط وينحي ويعين ولا احدا يجب ان يعارضه. وانه لا احدا يجب ان يجابهه او ينتقده او حتي يشير اليه بسوء. وانه كل من اراد الاصلاح انما هو يتحدث من منطلق انه يحب السلطة ويحب الحكم ويحب الظهور ليس الا. والتبعية هذه انما تعود عليه الحكام العرب وقد تكون اساس هذه التبعية هي حب الاستقرار السياسي في العالم العربي. ولكن بعض حكام العالم العربي لم يختاروا حكما توريثيا مثل الملكية او السلطنة وانما اختاروا الحكم الجمهوري الذي اساسه انتخاب واسقاط الحاكم. ومصيبة التبعية تفرض على الشعوب ضرائب لابد من دفعها على حساب الحقوق المدنية للفرد. الشعب العربي مسيّس:فقياداة تحريك الشعب الموالية للحاكم هي التي تبدأ بكل تحرك على النحو الذي يراه الحاكم مناسبا له. وبهذا تمتص كل معارضة وكل رأي يريد الاصلاح ولا يكون الا رأي الحاكم الذي طالما يقابل بقبول لا نظير له خوفا من سجن من يعارض. 6. الحصار الثقافي: وان هذا كله كان سببه هو الحصار الثقافي الذي وضع المواطن العربي نفسه فيه. وعدم الاكتراث بما يجري وسيجري وعقد الامور براس شخص واحد وتركه يفعل ما يريد بدون محاسبة. خوفا وخشية من البطش والتعذيب.اما الحصار فكان مضروبا من قبل الحكام عن طريق تجريم كل فكر وراي اخر وحبس تابعيه وتجريم احزابه. والحجز بالشبه والتعذيب والحرمان الذي لا يمكن معه الا التبعية لمن يحكم بدون اسئلة. وهذا هو الشئ الذي اعتذر به المواطن العربي الذي لا حيلة له الا ان يدفع بروحه ويقوم لحاكم فينصحه وينتقده ويقتله الحاكم في النهاية.7. الآلية الاعلامية:ليس للآلية الاعلامية في العالم العربي الا ان تظهر كل ما فعله الرئيس ويفعله حزبه او زمرته على اساس انها هي الامثل وان الراي المعارض لا ينال حظه من الدعاية وانما لا يعترف به ويزج في السجن كل من يريد ان ينتقد. والاعلام موجه من قبل الحاكم فلا ترى ولا تسمع الا تسبيحا بحمد الحاكم وتمجيدا وتعظيما كان المعارضة لاي شئ في البلاد غير موجودة بتاتا.8. الابقاء على ما هو عليه من الحكم والحاكم وان كل مشروع فيه خير انما هو تفضل من الحاكم على المحكوم وليس حق مشروع للمحكوم. وان ما يفعله الحاكم انما هو يكبر ويعظم ولو كان خطأ وان هذا الخطأ انما هو اجتهادا من الحاكم من اجل مصلحة المحكوم ولا يحاسب عليه. الرضوخ بالواقع وعدم محاولة تغيير.9. التزلف الديني المشين: ان مشايخ وعلماء الدين في العالم العربي يوافقون الحاكم في كل صغيرة وكبيرة بطريقة تزلف مشين لما يريده الحاكم. وهم يمططون الحق ليسع الباطل. ويدلسون بكتاباتهم للحكام. وان الاساس في علماء المسلمين هو ان يخطب الحاكم ودهم ومشورتهم ورايهم وقدرتهم على التاثير على الشعب. وليس بان يجري علماء المسلمين مهرولين لان يرضو الحاكم وان يحرفوا الايات من اجل طأطأة الاعناق له.فهم الدين الخاطئ في الابقاء على الحاكم والتوجه السلفي الذي يعتبر تغيير الحاكم والخروج عليه حرام.ان بعض علماء المسلمين هم اساس الابقاء على الحاكم مهما اخطأ او اساء للامة. وانهم ضحية التجهيل بمجريات الامور في العالم الحر وانهم يرون ان كل ما في يد الكافر الغربي او الشرقي برؤية كفرية بدلا من ان يكونوا امثال ابن سينه وبن خلدون وغيرهم ممن ترجموا اخر الاعمال الحضارية في عصرهم للاطلاع عليه وتذليلها للقارئ العربي على اسس تثقيفية.وفتاوى العلماء انما تصب كلها في احدى النهايتن اما التزمت والارهاب او التسيب والانصياع وراء الحاكم. في حين ان مفتاح المشاكل هو آلية انتخاب واسقاط الحاكم . وتثقيل وزن هذه الآلية برأي العلماء وفتواهم هو الذي يكسبها زخما في الشارع العربي ويزيدها قوة.فعلماء المسلمين لا يرون ان الديمقراطية الحديثة رؤية تحليل وانما هي رؤية تحريم بالجملة على وزن "ما كان كثيره حرام فقليله حرام ". والفتنة هاهنا هو ان المواطن العربي سيصدق قصور فهم وفاتاوي من هو متجهل بما يجري في العالم العربي والعالم ككل. فالشعوب التي كانت يشار اليها بالبنان بانها شعوب ليس لها قدرة على التحضر اصبحت متحضرة باتخاذها آلية انتخاب واسقاط الحاكم كنمط سياسي يحكمون اليه الشعب في اختيار الحاكم.ومشكلة آلية انتخاب واسقاط الحاكم هو الاخلاص والتفاني في العمل وعدم ترك مجالا للفساد والمحسوبية والظلم. الخطاب الديني المتاخر عن العصر والذي لا ينفع لان يقال عنه خطابا وانما يقال عنه تاريخا. فالخطاب الديني لا زال يضع عراقيل ومكابح للفكر الاجتهادي في الدين ومدرسة الرأي التي سبق بها الامام ابوحنيفة النعمان رضي الله عنه وصاحبيه.آلية انتخاب واسقاط الحاكم ليست دينا جديدا انما هي جهاز اداري اخترع وقنن في الغرب. والعرب يجب ان ياخذوه كما ياخذون نظريات الادارة الحديثة من الغرب والعلوم الاخرى.10. الشعور بان المواطن العربي مراقب من قبل الحكومة مهما اعطته من حرية اختيار.وان هذا الشعور بالمراقبة سوف يستمر مادام الحاكم الحاضر هو المرشح. وانه قد ينتهي عند ما يستقيل الحاكم الحاضر بدون شروط وترك سدة الحكم لحكومة انتقاليه لا يشترك فيها الحاكم الموجود في الحكم.11. افراغ محتوى القانون : من اجل الابقاء على الحاكم ومن اجل استمرار الحاكم في الحكم.12. الحكام العرب واستغلال الظروف لمآربهم ومصالحهم:فتعريف الحكم عندهم هو ان كل الشعب يموت من اجله هو وليس من اجل الوطن وانه هو الوطن وانه هو كل شئ وما سواه لا يعدل حشرة.

هناك تعليق واحد:

Abosirajalleebi ابوسراج الليبي يقول...

Dear Mr Libya

This is only a response to your article regarding genuine Democracy in the Arab World. You really hit a bunch of Magpies with one stone. Never ever give up, work hard and smart through education and development to hopefully end up with a genuine Democracy in Libya at least for the time being.

It is really a long way to go, but genuine Democracy is coming on the long run to the Arab World. Let us hope, Libya will be the Centre of Democracy and Development for the Arab World, in particular and for Africa in general. Change for the better is a reality of nature & life itself. Pending on internal & external environments, a seed grows, becomes a mature plant, gives fruits and ultimately dies. Change is a must to keep life going. Given these reality and facts, I promise you that a genuine Democracy and change in Libya, the Arab World and the rest of the world is coming at the end. It is just a matter of education, development, awareness and time.
John A Lincoln lincoln_link@hotmail.com