السبت، 12 مايو 2007

رشح مبارك نفسه ومن قبله الرئيس التونسي 31 يوليو 2005

رشح مبارك نفسه ومن قبله الرئيس التونسي ....
وعزل رئيس اليمن نفسه
فماذا سيفعل القذافي

من عادة حكام العرب احتكار السلطة وعدم الاكتراث بمن يعارض ولا من يريد الاصلاح .ومن عادتهم انهم يشعرون بانهم قد اتوا على ظهر دبابة مثل معمر القذافي, وان من يريد اخذ السلطة بان ياتي عل ظهر دبابة. وليس في قاموسهم تداول السلطة تداولا سلميا. وبهذا نجد ان الحكام هم سبب تاخر تطبيق آلية انتخاب واسقاط الحاكم في العالم العربي (التي تسمى بالديمقراطية).
وهم يعتبرون انفسهم وصيين على شعوبهم وان شعوبهم لا تعرف ما يصلح بهم. وانهم لولم يستمروا في الحكم فان اي رئيس اخر ياتي في المستقبل سوف يخطئ اخطاء فادحة. وانهم سوف لن يعرفوا كيف يديروا الدولة ولا شؤونها الا بوجود الرئيس الحالي. والاولى يا سيادة الرئيس ان تعرف بان الحكم الان انما هو حكم المؤسسات فلست انت الذي يقرر وانما المؤسسات تقرر وانت توافق او لا توافق. وفي العادة توافق واذا لم توافق فان هناك مؤسسة اخرى قد اعطتك رأيا اخرا افضل من الاول.

ان الاعتراف بالمعارضة المصرية من قبل الحكم انما هو انتصارا للمعارضة المصرية ولو جزئيا اوبقدربسيط. فلا تجد هذا في الدول العربية الاخرى الا في اربعة دول بنسب متفاوتة.

فلماذا كتب على المواطن العربي في الدول الاخرى بان لا يتعلم كيف يجري انتخابات نزيهة؟. ولماذا لا يساعد الحكام شعوبهم بان يجربوا انتخابات نزيهة؟ ولماذا الحكام ينشرون الفساد في العالم العربي؟ ويقللون من القدرات الانتخابية للشعب ؟.ولماذا لا يعتزل مبارك والقذافي الحكم ولا يتركوه لابنائهم ( كما ورث الاسد الحكم ) او اقاربهم ويتركوها الى الشعب حتى لا يكون فيها تحيزا؟ وهذه الاسئلة انما هي تطرح نفسها على مدى سنوات بدون اجابة شافية.
فحقبة مبارك تميزت بكثير من التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولكن لا زال بعد هذه الحقبة يوجد الكثير من المساوئ التي لا يمكن ان تتحسن الا بتغيير الحاكم وادخال دم جديد في الحكم.

فديون مصر الطائلة من البنك الدولي الذي يتدخل في كيفية تطوير الاقتصاد المصري ولا يهمه الطبقة المسحوقة من الشعب. والدعم الامريكي الذي يصب في خانة تغيير سياسة مصر الخارجية حتى تناسب ما يمليه عليه البنتاقون واليهود.

ويجب الاشارة بان اقتصاد مصر لا يتناسب مع مصادرها الطبيعية. وان التاريخ والحسابات تقول بان مصر تمتلك مصادر طبيعية تخولها بان تكون دولة غنية. وان شعب مصر ذو قدرات اقتصادية عظيمة الفائدة للاقتصاد المصري. فاين الاموال تذهب؟ واين خزينة الدولة؟ واين الصناعات؟ واين واردات مشاريع استثمار مياه النيل؟ واين الزراعة والثروة الحيوانية ولماذا مصر تستورد لحوم للاستهلاك بدلا من العكس؟. وكم خطة خماسية مرت على الشعب وانت الذي وضعتها ياسيد مبارك ؟ فاعطي الفرصة لدم جيدي في الحكم. ومصر كانت ولا زالت على الدوام قبلت التطور الثقافي والفني والعلمي في العالم العربي. وقد نجد هناك تاخرا وشحا في هذه المصادر الانسانية بسبب خمود سياسة مبارك. فمصر دائما لها السبق السياسي. ولكن منذ ان اتى مبارك فان الدور الريادي الذي كانت تلعبه مصر في المنطقة اصبح دورا ثانوي لسياسات اخري وليس دور المحرك.

منافسات المرشحين لا وجود لها واصبحت الانتخابات عبارة عن استعراض لرجل واحد يعتبر نفسه هو المخلص, الذي تضفي عليه كل صفة قداسة. فلا يمكن ان يخطئ واذا اخطأ فالسبب هو الشعب وليس الرئيس المسؤول على الخطأ ويبرأ ساحته تماما!. وهذه صفة دكتاتورية للحكم حتى لا يستطيع ان ينافسه احدا. وتحاك المكائد وتتبع العورات من اجل ايقاع كل من تسول له نفسه بان يرشح ضد الحاكم .حتى يوقع في احد الفخوخ ولا يستطيع ان يستمر في الترشيح. ووجب ان يكون الحكم عبارة عن حكم المؤسسات, التي تعطي رأيها ولا تكترث بمن هو الرئيس. ويجب ان يتعلم الرئيس بان الحكم بوجوده او عدمه انما هو واحد حيث ان الذي يستطيع ان يقدمه سوف يستطيع ان يقدمه غيره. وهذا للتاكد من ان مبارك وتاثيره على الحكم يجب ان يستبعد تماما من الساحة السياسية المصرية واعطاء الاخرين حق الترشيح وفرصة توعية الشعب في مصر لاختيار افضل المتسابقيين على منصب الرئاسة. ونامل ان يحدث هذا في ليبيا وفي كل البلدان العربية بنزاهة وشفافية كاملتين.


والحقيقة ان تفريغ التعبير الدستوري من محتواه سوف يجعل القانون بدون مصداقية ولا شفافية ولا تطبيق عملي لمدلوله. ولقد رأينا هذا في الزين بن علي حاكم تونس الذي لا يسمح للرئيس بالاستمرار في الحكم اكثر من فترتين وغيرت الى ان ما لا نهاية. وهنا اصبح القانون الذي كتبه واستفتى عليه الشعب اجوفا ويغير على حسب هوى الحاكم لا المحكوم. ومصيبة حكام العرب اليوم انهم اصبحوا حجرا على التحول الديمقراطي الواسع الذي اصبح يجتاح المنطقة. فعندما يعطل قانون انتخاب واسقاط الحاكم في الدول العربية. فانما يكون البديل الدكتاتورية التي لا يتنفس الشعب معها. وان ذريعة الوطنية ومقاومة الاستعمار قد ولت وانطوت مع الايام. فالذي نرى اليوم هو الغزو الثقافي . ولا يمكن محاربته الا بالحرية المترامية الاطراف حيث الكتاب والمفكرون والاذعات المسموعة والمرئية والشعب جله يشترك في الرد على هذا الغزو. فميدان القتال لم يصبح ميدان الحرب المعروفة, وانما هو ميدان الاعلام الحر, الذي يشبع الاشياء نقاشا وتعرية حتي يتبين الحق من الباطل فيها, واما اتباع الحق او الباطل فذلك خيارا للفرد قبل ان يكون فرضا عليه.

فلهذا وجب تقليل صلاحيات السلطة التنفيذية وهو الحاكم ووزرائه. وتفعيل السلطة التشريعية والسلطة القضائية بان تاخذ بزمام المشاركة في ارغام الحاكم بان يقبل بالانتخابات النزيهة الشفافة.

والسلطة التشريعية : هي السلطة التي تستمد تشريع الدستور من القرآن والسنة النبوية ويصوت على الدستور باستفتاء الشعب. وهي اعلى سلطة قانونية في البلد وهي التي تحافظ على الدستور وعدم المساس به. وهي تعادل مجلس الشيوخ الذي يضم علماء المسلمين والقضاة والقانونيين واعيان البلد ومن هو معروف له بعرف البلد. والذي يسميهم الشارع باسم اهل الحل والعقد.

والسلطة القضائية: هي السلطة المسؤولة على الفصل بين السلطاتان الاخرياتان والقضاء فيما يختصمون فيه. ومقاضاة كل من يتقاعص عن تطبيق القانون سوى كان من السلطة التنفيذية (الحاكم ووزراءه واجهزهتم وموظفي الحكومة) وكل من يخالف من الشعب على السواء.
اصلاح د ستوري في الدول العربية بما فيها مصر لانعاش آلية انتخاب وناسقاط الحاكم. فالدستور كما هو الان لا يعطي حق الترشيح والانتخاب الحر وانما لا زال يحتمل التوصية من الحاكم والدليل هو اقصاء من له زخم شعبي في المعارضة بالصاق التهم له وادخاله في معارك جانبية لاحصر لها الا لاشغاله عن الانتخابات. كما في حركات كفاية والاخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة في تونس والمعارضة الليبية الوطنية في ليبيا.

فذريعة الرئيس حسني مبارك هي استكمال برنامج عمله انما هو عذر اقبح من ذنب. وانه قد حكم البلاد مدة طويلة وماذا كانت النتيجة؟. وحيث ان في مصر ارض الكنانة موجود بها الكثير من جهابذة العلماء والمثقفين القادرين على تسيير دفة الحكم. فما الداعي له بان يطيل على الشعب في بقائه في الحكم وخوض تجربة آلية انتخاب واسقاط الحاكم بنزاهو وشفافية.

وماذا فعل قائد ليبيا الذي تطالبه المعارضة بان يتنحى عن الحكم هو واولاده؟. الذي لم يكترث برايهم فيه. واستمر في السعي لاخمادهم والتنديد بالمعارضين وذويهم داخل وخارج ليبيا. كانه لازال يعيش في زمن التخلف وزمن الانحطاط وزمن الدكتاتورية. وانه كان يستعمل الوطنية والقومية كسلاحا للتحكم في الشعب والان هو ابعد من الوطنية والقومية, واصبح كافرا بها تماما وقد تعرى امام الشعب. وكان الكثير من الشعوب العربية منخدعة به عند ما يسب الامريكان والانجليز. والان انبطح امامهم انبطاح العسكري عند التذنيب بل واشتري سكات امريكا وبريطانيا بتسليمهم السلاح والامن القومي لليبيين وطلب الحماية من المستعمر. وعقدة القذافي انه سوف لن يسمح باحزاب دستورية تروج آلية انتخاب واسقاط الحاكم لا من بعيد ولا من قريب. وذلك لانه قال في كتابه (من تحزب خان) وهذه قمة في الدكتاتورية التي لا علاج لها الا ان يتراجع او الاستئصال.
فياسيادة القذافي ان العصر الان لا يحبذ الاشتراكية ولا يحبذ كتابك الاخضر, وانما يحبذ حرية اسقاط وانتخاب الحاكم فهل انت جاهز؟ واذا كنت غير جاهز فدع المعارضة تساعدك بان تجهز نفسك لانشودة العصر الجديدة وهي آلية اسقط وانتخاب الحاكم وحكم المؤسسات. فما رأيك بمعاصرك الرئيس المبجل والمحترم علي عبدالله صالح جزاه الله عن كل مسلم خيرا. الذي سيتنحي عن الحكم.

وهنا نشيد برئيس اليمن الرئيس المبجل عين الامة وبصيرتها الرئيس علي عبد الله صالح الذي اعلن عن تنحيه من الحكم ليترك المجال الانتخابي يرشح غيره. وهذه تحسب له وسوف يدخل في التاريخ من اوسع ابوابه, بانه ساس شعبه نحو آلية انتخاب واسقاط الحاكم بالطريقة المثلي .وسوف يكون له شان كبير في تسيير دفة البلاد وهو متنح. حيث انه سيبقي في بلده رمزا لحرية الانتخاب وحرية الرأي التي نفتقدها في العالم العربي. وسوف لن يبخل الرئيس بالاستشارة للحكومات المتعاقبة بعده عندما يطلبون منه ذلك. وهذا في حد ذاته شرف مهنته وشرف له. ونوجه للرئيس علي عبد الله صالح رسالة شكر ووفاء وتقدير واحترام لقراره الحكيم ليشاهد اول رئيس بعده ينتخب وهو يسلمه مقاليد السلطة بدون ان يراق دم او انقلاب عسكري. واننا ياسيادة الرئيس نهنئك نيابة عن كل مواطن عربي غيور يحب كل الوطن العربي ويحترم سيادة القانون ويريد ان يري آلية انتخاب واسقاط الحاكم مطبقة في العالم العربي بنزاهة واحترام راي الاخر.واننا اذ نحترم رأيك نتطلع الى ان لا تسمع للبطانة التي تحفزك بان تبقي في الحكم وتحرم الشعوب العربية من تجربة آلية انتخاب واسقاط الحاكم وشكرا كل الشكر على قرارك الحكيم. ونطالبوا بقية الؤساء بان يحذوا حذوك.


كتبه أبوسراج الليبي
Abosiraj alleebi

ليست هناك تعليقات: