المقدمة
انه ان اردت ان تصلح هيئتك او هندامك فعليك بالنظر الى المرآة. فهي صادقة لا تكذب فيما نقلته عن صورتك. ومن هنا تستطيع ان تنظر الى عيوب وجهك وهندامك. وقياسا على ذلك فان احزاب المعارضة في الحكم هي المرآة الصادقة, التى ترى فيها عيوب برامج الحكم والخطط التنفيذية. ومن هنا نرى ان الحلقة المفقودة هو ان القذافي لا ينظر الى مرآة المعارضين ويرفض وبشدة من ان ينظر الى عيوب افعاله في المرآة.
انه لمن العقل ان تستمع لاراء المعارضين. وان تعطي كل ذي حق حقه في المحادثة فان ألزموك الحجة ابرزت حجتك واقنعتهم او اقنعوك. وان المعارضة, انما هي تمحيص وهزهزة للقرارات الصادرة لانتقاء منها ما هو صالح, واظهار محاسنه, ونبذ ما كان منه فاسدا, واظهار مساوءه وتجنبه. وان ما كان فاسدا يسقط قبل ان يوقع الدولة في خسائر كبيرة. وان ما كان حسنا صمد وانتفع الناس به وسيستمر مادام للمعارضين صوتا في اظهار محاسن الحسن ومساوء المسئ.
شغف المعارض الليبي:
هذا وان المواطن الليبي لازال يزخر بانه ليبي. ليس بسبب انه قومي, ولكن بسبب انه يحب الخير للجميع. فتجد المواطن الليبي الذي يقدم حياته لله ثم الوطن, لا يخون بلده ولا يسلمها للاعادي, وانما يطالب السلطان بان يستمع له ويشاطره الراي والشورى. ان اسم ليبيا هو الاسم الذي نقش على قلوب الليبيين فرووه بدمائهم, وافكارهم. وكلما راوا شئيا فيه اسم ليبيا ازدادوا عزة وحبا لوطنهم. فلا غرو ان يتحدث الليبي وينتقد قرارات بلاده لاصلاحها, ليس للسخرية منها. فهو قد يكون عائشا في بلد اوروبي منظم, وكل انسان فيه ياخذ حقوقه. فلا حاجة له ان يعارض ولكن يريد بذلك امه وابوه واخوه ان يعيش مثل ما هو عائش, ويريد ان يرى بلده مثل هذا البلد الذي يعطي حقوق الناس. وهذا مما يكون في خلد الليبي وامنيته ان تكون بلده بما اعطاها الله من كنوز زهرة البلدان.
نخوة ليبية:
ان النخوة الليبية لا تسمح لليبي ان يترك بلده ويتجنس بجنسية اخرى لينسى بلده, وانما لا زال مربوطا بها ويرسل ابناءه الى بلده لكي يعرفوا تراث ابائهم واجدادهم. ان المعارض الليبي لا يعتقد ان ليبيا ملكا لحاكم او عائلة, وانما هي ملكه الخاص. وان من واجب الحاكم هو ان يستمع لصوت هذا الليبي مهما كان واينما كان, فهو من يعتبر ان له دلالة على الحاكم وانه يملك الحاكم وانه بذلك يكون قد قام بواجب النصح.
تنقسم المعارضة الليبية الى ثلاثة اقسام
1- معارضة وجود القذافي في الحكم والمطالبة بتنحي القذافي وعائلته وزمرته.
2- معارضة اسس الحكم
3- معارضة اصلاحية.
وهي معارضة ترفض وجود القذافي, ولجانه الثورية والشعبية وكتائب امنه, ومن يمت لهم بصلة. ولهم سبب في هذا فكما ان القذافي ضرب برأي كل معارض عرض الحائط ولم يتفهم موقفهم,وقال ان كل من خالفه في الرأى هو معاد للثورة, ومعارضا له شخصيا. رفضت المعارضة وجوده كلية.
وهذه المعارضة الراديكالية قد بدأت تتكون في اواخر السبعينيات. بسبب ان القذافي اقفل كل تفاهم مع اي معارض. وقد قام طلبة الجامعات بمظاهرات سلمية ضد تعسف القذافي. وما كان من القذافي الا ان زج بالطلبة في السجون وعذبهم, واساء لهم وضرب براي كل الاحزاب عرض الحائط ,وفرض نقاطه الخمسة على المجتمع الليبي, التي هي مستوحاة من الثورة الثقافية الصينية. وجرّم كل معارض, وزج بهم في السجون, وفر من فر, ووقع في الاسر من وقع, ومات من مات تحت التعذيب. وكان من اخطر الخطابات على حرية الشعب الليبي هو خطاب زوارة حيث صادر القذافي به حرية الشعب في التظاهر والاستماع للرأي الاخر.
وكان نتيجة ذلك ان المعارضين اصبحوا يكرهون القذافي شخصيا. ومبررهم في ذلك هو تعنته وعدم قبول حوارهم له. ولهذا راوا انه يتوجب عليه التنحي عن الحكم او اسقاطه. فجاءت الثمانينات والمعارضة الليبية لا زالت تتشكل, حتى اصبحت تتقوى بمن هجر حكم القذافي من الوزراء, والسفراء, والاداريين الذين خرجوا من ليبيا لاجئيين في اوروبا وامريكا ومصر والعالم العربي. يبتغون نصرة من ينصرهم ضد غطرسة القذافي ولجانه الثورية. التى تسجن وتقتل وتشنق بلا هوادة.
اما المعارضة المعتدلة: وهي المعارضة التي تفرض على القذافي بان يترك لهم حرية التصرف. وقد رجع بعض المعارضين فرادى, ودخلوا في النظام, ومسكوا مناصبا ادراية, ووزارية لاصلاح البلاد. ولكنهم وجدوا انهم قد انجرفوا في تيار الثورية, واصبحوا يقبلون بما يمليه النظام عليهم بدون مساءلة خشية, سوى سجنهم او تعذيبهم او قتلهم او عزلهم.
المعارضة الاصلاحية:
وهي المعارضة التي ترى ان وجودها في ليبيا قد ينفع لبداية اصلاح في الدولة والناس. وقد وضح امرهم بانهم عادوا ليشتغلوا من خلال اللجان الشعبية, وانهم لا يكوّنون داخل ليبيا حزبا, وليس لهم حق تشكيل الاحزاب.وهذا اذعان بمقولة القذافي "من تحزب خان" ففي 1999 نشر بيان في لندن باسم معارضة اسس الحكم في ليبيا وانه لا يجب النظر الى شخص القذافي وانما النظر في اعماله واقواله وانه لا يجب ان نتعامل معه كشخص ولكن كنظام لابد من تغييره . وليس لهذه المعارضة مطالب سوى الرجوع الى ليبيا كافراد والدخول في اطار المجتمع الليبي بدون تدخل في السياسة اللهم الا من خلال اللجان الشعبية التي تعتبر جزء من النظام الليبي. والواضح ان القذافي سوف لن يقبل باي اصلاح ولا تعديل وانما سوف يصر على اللجان الشعبية والمؤتمرات الشعبية الموالية للحكومة.
القذافي لا يميز بين المعارضين:
ومن هنا نرى قصور فهم القذافي للمعارضين, من اي فصيل سوى كان فصيلا مواليا لوجوده او فصيلا معارضا لوجوده.
اللجان الشعبية لا تؤدي غرض المعارض وانما الموالي:
وبهذا فقد خفق القذافي في فهم اسلوب الحكم حيث انه جمع جميع من يريد ان يشارك في الحكم تحت سقف اللجان الشعبية في حين ان اللجان الشعبية تمثل الزمرة او الحزب الحاكم فقط. وان من يعارض تحت هذا السقف انما هو يعارض داخل زمرة القذافي. وحتى نبسّط الفهم للقذافي, وجب عليه ان يوجد اللجان الشعبية الموالية للحكم وفي المقابل اللجان الشعبية الظل التي تعتبر المعارضة للجان الشعبية الموالية للحكم.
اجماع الشعب الليبي:
وليس للمعارض الذي يعارض قرارت الزمرة او الحزب الحاكم صوت, ولا من يمثله عند اتخاذ القرارات الاساسية. وقد يكون قصور فهم القذافي للمعارضة هو الذي جلب لليبيا كل سوء فهم, واقصاء للمعارضة وتضييقا على المواطن الليبي. حيث انه لا يمكن ان يكون الشعب الليبي كله متفق على راي واحد, كما هو الحال في القذافي وابناءه الان وهم من عائلة واحدة وقبيلة واحدة ولكن راي القذافي يخالف راي بنيه. فالاختلاف وارد وليس في تكوين الاحزاب خيانة, او اساءة للحاكم, وانما هو تمحيص للاراء, وتثقيفا للمواطن, وحرصا على الوطن, وموارده البشرية والطبيعية. وبدون معارضة تصبح الدولة احادية القرار, ويسهل فيها الرشوة والواسطة, وليس هناك حزبا سياسيا يراقب الامور, يحاول ان يرضي الشعب لاستجلاب اصواته.
النظام الجماهيري:
ان النظام الجماهيري نظاما لم يعرف عنه المراقبون الا ان القذافي ينفي انه رئيسا, او امبراطوراو او ملكا, او فردا من الشعبو لم تكن له صفة الا القائد. وعندما يتحدثون المراقبون السياسيون يستغربون ويستهجنون فكرة ان الشعب يحكم نفسه بنفسه بدون انتخابات دورية لاسقاط القائد وتنصيب غيره حتى يتجدد الدم في الحكم, وتكون الجماهير هي القادرة لانهاء حكم الحاكم واختيار غيره. وبهذا قد يكون القائد قد ادخر النظام لنفسه وبنيه ومنعه على الشعب ومن هنا اصبحت ليبيا طبقية. وان اراد ان يدلل على ان الشعب كله يحكم خلال اللجان الشعبية, فان الشعب كله لا يستطيع فعل ذلك والسبب لابد من ان يكون له ممثلين يهتمون بالشؤون التي يوكلها لهم الشعب.
فاجتماع اللجنة المحلية لمحلة ما في طرابلس هو عبارة عن الاجتماع البلدي لتلك المحلة, وليس اجتماع الحكومة المركزية. فالحكومة المحلية هي من تتخذ قرارات المحلة ولا تتدخل في السياسة المركزية. فمثلا بناء مسجدا او مستشفا او مدرسة او طريقا او منشأة, ليس من الضروري الرجوع فيها الى القائد وانما هو موضوع داخلي في المحلة او المحافظة وانما تكون ذلك اعلاما للحكومة المركزية ان الحكومة المحلية قد قررت بناء هذه المنشاة فهل من اعتراض.
اما الحكم المركزي فهو الحكم الذي يهتم بشؤون الدولة السياسة والامن القومي وعادة يكون تحته امرة الجيوش والميزانية وووووو.
وهنا نتحث عن الحكم المركزي وليس الحكم المحلي.
فمعادلة الحكم تكون على الوجه التالي
فمما نرى في العالم الحر نجد ان:
السلطة المطلقة هي ( سلطة القانون المنبثق عن السلطة التشريعية)
ومنها ان الرئيس او القائد تحت سلطة القانون وليس له حق تغيير القانون المستفتى عليه من الشعب بخطاب او بكلمة منه.
المعارضون
المعارضون
مهمة المعارضة مناقشة القوانين والخطط مع الجهازالتنفيذي.
يقابلها
يقابلها
المهمة
الزمرة الحاكمة او
الحزب الحاكم
بمعنى اخر
الحكومة التنفيذية
مهمة الحكومة التنفيذية تطبيق القوانين والخطط المتفق عليها في برنامج الانتخاب امام الشعب.
الجزء الاول من المعادلة:
الزمرة الحاكمة او الحزب الحاكم ( التي تعادل اللجان الثورية وعلى راسها قائدها القذافي) فاذا اراد احد ان يخالف الحزب الحاكم ويري اختلافا لما قرره الحزب فليس له الا ان يصمت وعليه السمع والطاعة وليس له الا ان يقول ان هذه الزمرة لا تحترم اراء المعارضين فلابد من معادلة ذلك لاستمرار الحكم والتشاور فوجب عليك القبول بالشق الاخر من المعادلة حتى تحتوي جميع الاراء.
الجزء الثاني من المعادلة:
المعارضون ( هم الذين يرون قصورا في شئ ما في قرارات الزمرة او الحزب الحاكم ويريدون اشباع ذلك نقاشا من باب الاصلاح وهؤلاء هم
الذين يمثلون المعارضة من الشعب )
عبقريا ولكن:
ليس من العيب في شئ ان يعتقد الانسان نفسه انه عبقريا وانه مؤسسا
لنظرية او مؤلفا لكتاب وهذا من حقه ان يعتقد في نفسه ما اعتقد ولكن العيب كل العيب ان لا يعطى حقوق الاخرين من المفكرين والمنظرين والمعلمين ويضرب بآراءهم عرض الحائط . وان كل شئ عرض على ارفف المكتبات انما هو معروض ليقول فيه القائلون والكتّاب ما شاؤا وراوا انه خطأ او صوابا. وانه من السئ بان تفرض رايا كتبته على من هب ودب وتطالبهم بان لا يخرجوا عنه. فما ترآى لك صوابا قد يكون خطأ . فالعصمة لا تكون الا لنبي.
حرية الاعتصام:
لابد من العمل في ظروف القانون
لابد من التفهم لموقف السلطان
لم نرى من ديمقراطية العقيد ولجانه الثورية والشعبية انه قد اعتزل الحكم وانتخب غيره قائدا لليبيا.فان كاني الجماهير لا تجيز له ان يعتزل فليقل لهم انه لابد من هذا التنحي كي تستمر عجلة الحياة. فهلا تنحى العقيد عن منصبه كقائد وترك غيره يصدر القرارات ويقابل الرئساء. وابتعد عن الحكم ناهئيا حتى نرى حسن نية العقيد فيما يقول. وهلا ترك من ياتي بعده في الحكم وهو في ليبيا في خيمته فهو سوف يلقب بالقائد السابق لليبيا وان القائد الجديدي يكون هو القائد. والمراقب للقذافي يجد انه مغرم بافكاره وليس هناك من يثنيه عن رايه. وقد يكون هذا انتحارا سياسيا على مستوى التاريخ. فليس للشعرات الرنانة وقع بعد سبعة وثلاثين عاما والبلاد تشكو وتان من قلة الاصلاحات السياسية وليس الاصلاحات الاخرى.
ولكن القذافي يحتاج الى مستشارين سياسيين يضبطون تحركه ويعطوه المنظر الملائم له. وهؤلاء يجب ان يعطوا الامان حتى يقولوا رايهم قبل ان يقرر او يخطب القذافي . فالمعروف عن جمال عبد الناصر انه كان يكتب له خطاباته صحفيين وسياسيين قبل ان يخطب ولهذا كان لخطاباته وقع كبير فب العرب والعجم.
.
ابوسراج الليبي
انه ان اردت ان تصلح هيئتك او هندامك فعليك بالنظر الى المرآة. فهي صادقة لا تكذب فيما نقلته عن صورتك. ومن هنا تستطيع ان تنظر الى عيوب وجهك وهندامك. وقياسا على ذلك فان احزاب المعارضة في الحكم هي المرآة الصادقة, التى ترى فيها عيوب برامج الحكم والخطط التنفيذية. ومن هنا نرى ان الحلقة المفقودة هو ان القذافي لا ينظر الى مرآة المعارضين ويرفض وبشدة من ان ينظر الى عيوب افعاله في المرآة.
انه لمن العقل ان تستمع لاراء المعارضين. وان تعطي كل ذي حق حقه في المحادثة فان ألزموك الحجة ابرزت حجتك واقنعتهم او اقنعوك. وان المعارضة, انما هي تمحيص وهزهزة للقرارات الصادرة لانتقاء منها ما هو صالح, واظهار محاسنه, ونبذ ما كان منه فاسدا, واظهار مساوءه وتجنبه. وان ما كان فاسدا يسقط قبل ان يوقع الدولة في خسائر كبيرة. وان ما كان حسنا صمد وانتفع الناس به وسيستمر مادام للمعارضين صوتا في اظهار محاسن الحسن ومساوء المسئ.
شغف المعارض الليبي:
هذا وان المواطن الليبي لازال يزخر بانه ليبي. ليس بسبب انه قومي, ولكن بسبب انه يحب الخير للجميع. فتجد المواطن الليبي الذي يقدم حياته لله ثم الوطن, لا يخون بلده ولا يسلمها للاعادي, وانما يطالب السلطان بان يستمع له ويشاطره الراي والشورى. ان اسم ليبيا هو الاسم الذي نقش على قلوب الليبيين فرووه بدمائهم, وافكارهم. وكلما راوا شئيا فيه اسم ليبيا ازدادوا عزة وحبا لوطنهم. فلا غرو ان يتحدث الليبي وينتقد قرارات بلاده لاصلاحها, ليس للسخرية منها. فهو قد يكون عائشا في بلد اوروبي منظم, وكل انسان فيه ياخذ حقوقه. فلا حاجة له ان يعارض ولكن يريد بذلك امه وابوه واخوه ان يعيش مثل ما هو عائش, ويريد ان يرى بلده مثل هذا البلد الذي يعطي حقوق الناس. وهذا مما يكون في خلد الليبي وامنيته ان تكون بلده بما اعطاها الله من كنوز زهرة البلدان.
نخوة ليبية:
ان النخوة الليبية لا تسمح لليبي ان يترك بلده ويتجنس بجنسية اخرى لينسى بلده, وانما لا زال مربوطا بها ويرسل ابناءه الى بلده لكي يعرفوا تراث ابائهم واجدادهم. ان المعارض الليبي لا يعتقد ان ليبيا ملكا لحاكم او عائلة, وانما هي ملكه الخاص. وان من واجب الحاكم هو ان يستمع لصوت هذا الليبي مهما كان واينما كان, فهو من يعتبر ان له دلالة على الحاكم وانه يملك الحاكم وانه بذلك يكون قد قام بواجب النصح.
تنقسم المعارضة الليبية الى ثلاثة اقسام
1- معارضة وجود القذافي في الحكم والمطالبة بتنحي القذافي وعائلته وزمرته.
2- معارضة اسس الحكم
3- معارضة اصلاحية.
وهي معارضة ترفض وجود القذافي, ولجانه الثورية والشعبية وكتائب امنه, ومن يمت لهم بصلة. ولهم سبب في هذا فكما ان القذافي ضرب برأي كل معارض عرض الحائط ولم يتفهم موقفهم,وقال ان كل من خالفه في الرأى هو معاد للثورة, ومعارضا له شخصيا. رفضت المعارضة وجوده كلية.
وهذه المعارضة الراديكالية قد بدأت تتكون في اواخر السبعينيات. بسبب ان القذافي اقفل كل تفاهم مع اي معارض. وقد قام طلبة الجامعات بمظاهرات سلمية ضد تعسف القذافي. وما كان من القذافي الا ان زج بالطلبة في السجون وعذبهم, واساء لهم وضرب براي كل الاحزاب عرض الحائط ,وفرض نقاطه الخمسة على المجتمع الليبي, التي هي مستوحاة من الثورة الثقافية الصينية. وجرّم كل معارض, وزج بهم في السجون, وفر من فر, ووقع في الاسر من وقع, ومات من مات تحت التعذيب. وكان من اخطر الخطابات على حرية الشعب الليبي هو خطاب زوارة حيث صادر القذافي به حرية الشعب في التظاهر والاستماع للرأي الاخر.
وكان نتيجة ذلك ان المعارضين اصبحوا يكرهون القذافي شخصيا. ومبررهم في ذلك هو تعنته وعدم قبول حوارهم له. ولهذا راوا انه يتوجب عليه التنحي عن الحكم او اسقاطه. فجاءت الثمانينات والمعارضة الليبية لا زالت تتشكل, حتى اصبحت تتقوى بمن هجر حكم القذافي من الوزراء, والسفراء, والاداريين الذين خرجوا من ليبيا لاجئيين في اوروبا وامريكا ومصر والعالم العربي. يبتغون نصرة من ينصرهم ضد غطرسة القذافي ولجانه الثورية. التى تسجن وتقتل وتشنق بلا هوادة.
اما المعارضة المعتدلة: وهي المعارضة التي تفرض على القذافي بان يترك لهم حرية التصرف. وقد رجع بعض المعارضين فرادى, ودخلوا في النظام, ومسكوا مناصبا ادراية, ووزارية لاصلاح البلاد. ولكنهم وجدوا انهم قد انجرفوا في تيار الثورية, واصبحوا يقبلون بما يمليه النظام عليهم بدون مساءلة خشية, سوى سجنهم او تعذيبهم او قتلهم او عزلهم.
المعارضة الاصلاحية:
وهي المعارضة التي ترى ان وجودها في ليبيا قد ينفع لبداية اصلاح في الدولة والناس. وقد وضح امرهم بانهم عادوا ليشتغلوا من خلال اللجان الشعبية, وانهم لا يكوّنون داخل ليبيا حزبا, وليس لهم حق تشكيل الاحزاب.وهذا اذعان بمقولة القذافي "من تحزب خان" ففي 1999 نشر بيان في لندن باسم معارضة اسس الحكم في ليبيا وانه لا يجب النظر الى شخص القذافي وانما النظر في اعماله واقواله وانه لا يجب ان نتعامل معه كشخص ولكن كنظام لابد من تغييره . وليس لهذه المعارضة مطالب سوى الرجوع الى ليبيا كافراد والدخول في اطار المجتمع الليبي بدون تدخل في السياسة اللهم الا من خلال اللجان الشعبية التي تعتبر جزء من النظام الليبي. والواضح ان القذافي سوف لن يقبل باي اصلاح ولا تعديل وانما سوف يصر على اللجان الشعبية والمؤتمرات الشعبية الموالية للحكومة.
القذافي لا يميز بين المعارضين:
ومن هنا نرى قصور فهم القذافي للمعارضين, من اي فصيل سوى كان فصيلا مواليا لوجوده او فصيلا معارضا لوجوده.
اللجان الشعبية لا تؤدي غرض المعارض وانما الموالي:
وبهذا فقد خفق القذافي في فهم اسلوب الحكم حيث انه جمع جميع من يريد ان يشارك في الحكم تحت سقف اللجان الشعبية في حين ان اللجان الشعبية تمثل الزمرة او الحزب الحاكم فقط. وان من يعارض تحت هذا السقف انما هو يعارض داخل زمرة القذافي. وحتى نبسّط الفهم للقذافي, وجب عليه ان يوجد اللجان الشعبية الموالية للحكم وفي المقابل اللجان الشعبية الظل التي تعتبر المعارضة للجان الشعبية الموالية للحكم.
اجماع الشعب الليبي:
وليس للمعارض الذي يعارض قرارت الزمرة او الحزب الحاكم صوت, ولا من يمثله عند اتخاذ القرارات الاساسية. وقد يكون قصور فهم القذافي للمعارضة هو الذي جلب لليبيا كل سوء فهم, واقصاء للمعارضة وتضييقا على المواطن الليبي. حيث انه لا يمكن ان يكون الشعب الليبي كله متفق على راي واحد, كما هو الحال في القذافي وابناءه الان وهم من عائلة واحدة وقبيلة واحدة ولكن راي القذافي يخالف راي بنيه. فالاختلاف وارد وليس في تكوين الاحزاب خيانة, او اساءة للحاكم, وانما هو تمحيص للاراء, وتثقيفا للمواطن, وحرصا على الوطن, وموارده البشرية والطبيعية. وبدون معارضة تصبح الدولة احادية القرار, ويسهل فيها الرشوة والواسطة, وليس هناك حزبا سياسيا يراقب الامور, يحاول ان يرضي الشعب لاستجلاب اصواته.
النظام الجماهيري:
ان النظام الجماهيري نظاما لم يعرف عنه المراقبون الا ان القذافي ينفي انه رئيسا, او امبراطوراو او ملكا, او فردا من الشعبو لم تكن له صفة الا القائد. وعندما يتحدثون المراقبون السياسيون يستغربون ويستهجنون فكرة ان الشعب يحكم نفسه بنفسه بدون انتخابات دورية لاسقاط القائد وتنصيب غيره حتى يتجدد الدم في الحكم, وتكون الجماهير هي القادرة لانهاء حكم الحاكم واختيار غيره. وبهذا قد يكون القائد قد ادخر النظام لنفسه وبنيه ومنعه على الشعب ومن هنا اصبحت ليبيا طبقية. وان اراد ان يدلل على ان الشعب كله يحكم خلال اللجان الشعبية, فان الشعب كله لا يستطيع فعل ذلك والسبب لابد من ان يكون له ممثلين يهتمون بالشؤون التي يوكلها لهم الشعب.
فاجتماع اللجنة المحلية لمحلة ما في طرابلس هو عبارة عن الاجتماع البلدي لتلك المحلة, وليس اجتماع الحكومة المركزية. فالحكومة المحلية هي من تتخذ قرارات المحلة ولا تتدخل في السياسة المركزية. فمثلا بناء مسجدا او مستشفا او مدرسة او طريقا او منشأة, ليس من الضروري الرجوع فيها الى القائد وانما هو موضوع داخلي في المحلة او المحافظة وانما تكون ذلك اعلاما للحكومة المركزية ان الحكومة المحلية قد قررت بناء هذه المنشاة فهل من اعتراض.
اما الحكم المركزي فهو الحكم الذي يهتم بشؤون الدولة السياسة والامن القومي وعادة يكون تحته امرة الجيوش والميزانية وووووو.
وهنا نتحث عن الحكم المركزي وليس الحكم المحلي.
فمعادلة الحكم تكون على الوجه التالي
فمما نرى في العالم الحر نجد ان:
السلطة المطلقة هي ( سلطة القانون المنبثق عن السلطة التشريعية)
ومنها ان الرئيس او القائد تحت سلطة القانون وليس له حق تغيير القانون المستفتى عليه من الشعب بخطاب او بكلمة منه.
المعارضون
المعارضون
مهمة المعارضة مناقشة القوانين والخطط مع الجهازالتنفيذي.
يقابلها
يقابلها
المهمة
الزمرة الحاكمة او
الحزب الحاكم
بمعنى اخر
الحكومة التنفيذية
مهمة الحكومة التنفيذية تطبيق القوانين والخطط المتفق عليها في برنامج الانتخاب امام الشعب.
الجزء الاول من المعادلة:
الزمرة الحاكمة او الحزب الحاكم ( التي تعادل اللجان الثورية وعلى راسها قائدها القذافي) فاذا اراد احد ان يخالف الحزب الحاكم ويري اختلافا لما قرره الحزب فليس له الا ان يصمت وعليه السمع والطاعة وليس له الا ان يقول ان هذه الزمرة لا تحترم اراء المعارضين فلابد من معادلة ذلك لاستمرار الحكم والتشاور فوجب عليك القبول بالشق الاخر من المعادلة حتى تحتوي جميع الاراء.
الجزء الثاني من المعادلة:
المعارضون ( هم الذين يرون قصورا في شئ ما في قرارات الزمرة او الحزب الحاكم ويريدون اشباع ذلك نقاشا من باب الاصلاح وهؤلاء هم
الذين يمثلون المعارضة من الشعب )
عبقريا ولكن:
ليس من العيب في شئ ان يعتقد الانسان نفسه انه عبقريا وانه مؤسسا
لنظرية او مؤلفا لكتاب وهذا من حقه ان يعتقد في نفسه ما اعتقد ولكن العيب كل العيب ان لا يعطى حقوق الاخرين من المفكرين والمنظرين والمعلمين ويضرب بآراءهم عرض الحائط . وان كل شئ عرض على ارفف المكتبات انما هو معروض ليقول فيه القائلون والكتّاب ما شاؤا وراوا انه خطأ او صوابا. وانه من السئ بان تفرض رايا كتبته على من هب ودب وتطالبهم بان لا يخرجوا عنه. فما ترآى لك صوابا قد يكون خطأ . فالعصمة لا تكون الا لنبي.
حرية الاعتصام:
لابد من العمل في ظروف القانون
لابد من التفهم لموقف السلطان
لم نرى من ديمقراطية العقيد ولجانه الثورية والشعبية انه قد اعتزل الحكم وانتخب غيره قائدا لليبيا.فان كاني الجماهير لا تجيز له ان يعتزل فليقل لهم انه لابد من هذا التنحي كي تستمر عجلة الحياة. فهلا تنحى العقيد عن منصبه كقائد وترك غيره يصدر القرارات ويقابل الرئساء. وابتعد عن الحكم ناهئيا حتى نرى حسن نية العقيد فيما يقول. وهلا ترك من ياتي بعده في الحكم وهو في ليبيا في خيمته فهو سوف يلقب بالقائد السابق لليبيا وان القائد الجديدي يكون هو القائد. والمراقب للقذافي يجد انه مغرم بافكاره وليس هناك من يثنيه عن رايه. وقد يكون هذا انتحارا سياسيا على مستوى التاريخ. فليس للشعرات الرنانة وقع بعد سبعة وثلاثين عاما والبلاد تشكو وتان من قلة الاصلاحات السياسية وليس الاصلاحات الاخرى.
ولكن القذافي يحتاج الى مستشارين سياسيين يضبطون تحركه ويعطوه المنظر الملائم له. وهؤلاء يجب ان يعطوا الامان حتى يقولوا رايهم قبل ان يقرر او يخطب القذافي . فالمعروف عن جمال عبد الناصر انه كان يكتب له خطاباته صحفيين وسياسيين قبل ان يخطب ولهذا كان لخطاباته وقع كبير فب العرب والعجم.
.
ابوسراج الليبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق